الأربعاء، 4 يناير 2017



الجمهورية الجزائرية الديموقراطية

جامعةعبد الحميد مهري  

تخصص تكنولوجيا 

فوج 02

من اعداد :بن ذياب مريم -بوزيان يمينة 

تحت اشراف الاستاذة:قرزي فاطمة 










بحث بعنوان :
وسائل الإعلام الاجتماعي والجماعات الافتراضية 
2016-2017
 
 
 
 
 
 
 
 
 
                                      
تمهيد :
في ظل التطور العلمي و المعلوماتي الراهن ودخول الانترنت في جميع مجالات الحياة زادت الحاجة إلى التواصل وتشارك المعلومات أكثر من ذي قبل ، ولما كانت الانترنت أسرع وسيلة ظهر فيها ما يعرف بوسائل الإعلام الاجتماعي واستخدمت لهذا الغرض مكونين من خلالها تجمعات مختلفة الأغراض سميت بالجماعات الافتراضية .
تعريف وسائل الإعلام الاجتماعي : عرّف أندرياس كابلان ومايكل هانلين وسائل الإعلام الاجتماعي بأنها "مجموعة من تطبيقات الإنترنت التي تبني على أسس أيديولوجية والتكنولوجية من الويب 2، والتي تسمح بإنشاء وتبادل المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة المستخدمين.
نشأة وسائل الإعلام الاجتماعي : لا يمكن لأي مهتم بالمعلومة بصفة عامة ووسائل الإعلام و الاتصال بصفة خاصة أن ينكر فضل الباحث الكندي مارشال ماكلوهان الذي كان أول من روج سنة 1962 لفكرة القرية الكونية مع النظر في أثارها الاجتماعية. و اعتبرت رؤية ماكلوهان ثورية في ذلك الوقت ، حيث غيرت طريقة تفكير الجميع في وسائل وتكنولوجيا الإعلام و الاتصال منذ ذلك الحين بمقولته الشهيرة « The medium is the  message »  مما يعني أن للوسيلة أو القناة التي تنقل المعلومة أهمية أكبر من المعلومة في حد ذاتها. و لا نقصد هنا عدم الاهتمام بمحتوى الرسالة بقدر ما نقصد أهمية و ضرورة اختيار القناة أو وسيلة الاتصال المثلى لاستهداف الفئة التي نريد الوصول و التأثير عليها سواء كان ذلك اجتماعيا، سياسيا، أو تجاريا .
الواقع أن مصطلح وسائل الإعلام الجديد ليس جديداً للغاية، وليس وليد اللحظة. فكما أشار دينس مكويل أن هذا المصطلح كان يطلق منذ الستينات الميلادية على عدد من التقنيات الإتصالية الجديدة في ذلك الوقت مثل:  الأقمار الصناعية وتلفزيون الكيبل ، وكان المصطلح يتسع مع ظهور تقنيات جديدة ليشمل ما يستجد من وسائل إتصال حديثة
خصائص وسائل الإعلام الإجتماعي تتلخص في النقاط التالية : التفاعلية و اللاتزامنية و الحركة والمشاركة الإنتشار و الكونية و الحفظ والتخزين
هناك الكثير من أنواع وسائل الإعلام الاجتماعي نذكر منها شبكات التواصل الاجتماعية هي عبارة عن حلقات اجتماعية كما في الحياة اليومية، إنما الفرق أنها عبر الانترنت ،تعتمد بالدرجة الأولى على مستخدميها في تشغيلها و تغذية محتوياتها، وهي تضم مواضيع خاصة وعامة من كتابات وصور وأفلام ودردشات وتعارف.
بينما تعتبر المدونات إحدى تطبيقات االويب 2.0، عبارة عن صفحة عنكبوتية تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، ويكون لكل مدخل دائم لا يتغير منذ لحظة نشره على الشبكة، بحيث يمكن للمستفيد الرجوع إلى تدوينة معينة لاحقا .
المنتديات أو مُلْتَقيات الإنترنت قد يكون جزءاً من موقع متكامل أو المحتوى الوحيد للموقع ، يتجمع الأشخاص من ذوي الاهتمامات المشتركة ليتبادلوا الأفكار والنقاش عن طريق إنشاء موضوع من قبل أحد أعضاء المنتدى، ومن ثم يقوم باقي الأعضاء بعمل مشاركات وردود داخل الموضوع للنقاش مع صاحب الموضوع . سواء بشكره على المعلومات التي قدمها بموضوعه أو نقده والتعليق على ما كتبه فيه.
يمكن لأي شخص منا الآن أن يتسائل ماذا أضافت وسائل الإعلام الاجتماعي للمؤسسات الوثائقية؟ . بكل بساطة أضافت إمكانات هائلة للتواصل ولتبادل الأفكار والآراء والمعلومات والتفاعل والتواصل أصبحا أسرع ،كما أن الإحاطة الجارية تكون أعم وفي الوقت المناسب ، بالإضافة إلى زيادة شعبية المؤسسات الوثائقية من خلال جمهورها  الافتراضي ، الاحتكاك بين موظفي المؤسسات الوثائقية والمستفيدين منها وبالتالي معرفة  احتياجات المستفيدين .
إيجابيات الإعلام الاجتماعي : التعرف أكثر على زوار الموقع و تقديم محتوى مميز ، و ربط و تطوير علاقة ثقة ووفاء مع الزوار ناهيك عن خلق و تطوير هوية افتراضية بترك أثار و بصمة من خلال تحقيق تواجد على الويب ، و شعبية الموقع . وفي المقابل مجموعة أخرى من السلبيات : الوقت غير المناسب ، وعدم تمحيص المواد المنشورة ، و عدم الثقة بالإخبار والمواد الموجودة زيادة على حيث إن أهم تحديين يواجههما الإعلام الإجتماعي داخل المؤسسات الوثائقية هما جودة المحتوى والتكنولوجيا التي يمكن بها عرض هذا المحتوى .
أما الآن فننتقل إلى الشطر الثاني من العنوان وهو الجماعات الافتراضية التيتمثل  اجتماعًا لمجموعة من الأفراد متجاوزين الحدود الزمنية، والمكانية للعمل بكل تفانٍ وتعاونٍ من أجل إنجاز مهمة ، أو مشروع محدد ، عبر وسائل الاتصال، وتقنية المعلومات .
نشأة الجماعات الافتراضية : طرح برينر(Brenner) هذا المفهوم في المؤتمر السنوي الذي عقد في لندن في سبتمبر من 2001, والذي كان موضوعه Virtual Community. وحسب بسيوني إبراهيم حمادة ظهرت عبر شبكة الإنترنت تشكلت في ضوء ثورة الاتصالات الحديثة . وهنا يمكننا القول أنها مقترنة في نشأتها وتطورها بتطبيقات الانترنت 2.0 .
خصائص الجماعات الافتراضية هي : سهولة تبادل المعلومات ،أنها تتطلب مهارات مختلفة وتنمي مهارات أخرى ، غير متماسكة ، و غير مقيدة ويميل أفرادها إلى النزوع إلى التمويه فيما بينهم  .
ودوافع التحول إلى الجماعات الافتراضية يمكن أن تتلخص في عدم القدرة على التأثير  في الواقع و إشباع الحاجات النفسية بالإضافة إلى عدم الشعور بالانتماء  للعالم الحقيقي الخلفية المشتركة و الانترنت .
ولهذا التحول مجموعة من الإيجابيات كالحرية والحوار المتبادل و تبادل الأفكار و الانفتاح على الحضارات ، وفي المقابل هناك سلبيات مثل سحب الناس من مجتمعاتهم ، ومراقبة حياة المواطنين الخاصة وكذا نقص الثقة بينهم .
إن الانتقال إلى الجماعات الافتراضية يشوبه مجموعة من المعوقات نذكر منها سرعة التغيرات التي تطرأ على هذا المجتمع و كثرة المتفاعلين في السياق الافتراضي وكذا تعدد الصور التي يتواصل بها الأفراد في التفاعلات الافتراضية و تفاوت أعمار المترددين على تفاعلات المجتمع افتراضي
ساهمت وسائل الإعلام الاجتماعي في تشكيل الجماعات الافتراضية عن طريق عدة خصائص شملتها من بينها أنها تسمح بتبادل الأفكار والمعلومات والملفات بمختلف أنواعها و صيغها وأحجامها بسرعة فائقة ودقة  متناهية وهذا تحتاجه الجماعات في الواقع الحقيقي مما أسهم في إنشائها افتراضيا ، تساهم في تدعيم الحرية والحوار والخروج من سلطة الحكومات مما يجعلها تسحب الأفراد من المجتمع الحقيقي إلى الافتراضي ، فتستخدم كبوابة الكترونية تساعد في تكوين مجتمع تعلّمي للطلاب  مثلا، وتستخدم في توصيل متطلبات وتعليمات الدروس للطلاب .
تختلف كيفيات تشكيل جماعات افتراضية ضمن وسائل الإعلام الاجتماعي  
من وسيلة إلى أخرى فلكل خصوصياته ولكن تشترك جميعها في مايلي :
·       الموافقة على لائحة من القواعد والشروط التي يجب على العضو أن يلتزم بها إبان تصفحه أواستخدامه للوسيلة. عدم وضع اي معلومات شخصية حقيقية قصد الحماية من القرصنة (أحيانا) وقد يكون العكس. عدم نقل اي محتوى محمي بحقوق التأليف  احترام الأخلاق والآداب العامة واحترام كل أعضاء الجماعة . الإداريون والمشرفون لا يتحملون مسؤولية مشاركات الأعضاء فالعضو هو المسؤول الوحيد على مشاركاته.
والحديث عن النماذج لجماعات افتراضية عبر وسائل الإعلام الاجتماعي يطول ولكن يمكننا - من باب التمثيل لا الحصر- ذكر بضع نماذج فيما يلي :
جمعية المكتبات والمعلومات الجزائرية :
هي جمعية ثقافية، يشترك المؤسسون والمنخرطون في تسخير معارفهم ووسائلهم بصفة تطوعية ولغرض غير مربح من أجل ترقية نشاطها وتشجيعه في إطار الصالح العام دون مخالفة الثوابت والقيم الوطنية ودون المساس بالنظام والآداب العامة وأحكام القوانين والتنظيمات المعمول بها.
منتدى نادي الوثائق والمحفوظات:
 هو جزء من موقع منتديات طموحات  والذي يحتوي على عدد كبير من المنتديات ،يهتم منتدى نادي الوثائق والمحفوظات بكل ما يتعلق بالوثيقة من مواضيع كالأعمار و كيفيات التعامل معها وغيرها، ويهتم كذلك بالمحفوظات أو الأرشيفات ويتم من خلاله مناقشة مواضيع متعلقة بهذين الموضوعين الأساسيين.
مدونة طلبة الماستر تكنولوجيا 2013-2015 :
هي مدونة معدة من قبل مجموعة من الطلبة تحت إشراف الأستاذ الدكتور كمال بطوش ، تنشر المدونة البحوث في مقاييس متعددة خاصة بالمكتبات ، الهدف منها هو تمكين الإستفادة لجميع الطلبة والمختصين في المجال  .
خاتمة :
إن الحديث على وسائل الإعلام الإجتماعي أمر ليس بالجديد ، بل تطور إلى تواجد عوالم إفتراضية سمحت للأفراد بتشكيل واقع يشبه إلى حد بعيد الواقع الحقيقي ، متحدين كل المعوقات التي واجهتهم ، كل هذا بفضل وسائل الإعلام الإجتماعي ، حتى اننا أصبحنا اليوم نتطلع إلى ما هو أكثر من ذلك ألا وهو ما يسمى بالحياة الثانية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق